كتبت: مروة حسن
ينطلق مهرجان الموسيقى العربية هذا العام لأول مرة بالاحتفاء بالفن العماني عبر تخصيص ليلة عمانية ضمن فعالياته، التي تبدأ في 21 أكتوبر الجاري بدار الأوبرا.
يشهد المهرجان مشاركة نخبة من المطربين العرب مثل لطيفة وريهام عبد الحكيم وجنات من مصر، بالإضافة إلى فنانين عمانيين مثل فهد البلوشي وعائشة الزدجالي وهيثم رافي، وعبد المجيد الكيومي وأشواق، وأيمن الناصر، وهيثم المعشني، وعمر الحسيني.
يكرّم المهرجان الموسيقار الكبير خالد بن حمد البوسعيدي بتسليمه جائزة الإبداع العربي عن مجمل أعماله التي بلغت حوالي 200 لحن خلال مسيرة فنية استمرت 40 عاماً. استحق البوسعيدي هذا التكريم بفضل إسهاماته العظيمة في تطوير الموسيقى العمانية، حيث قدم الفن العماني في قوالب متجددة، مما جعله يُعرف بـ »سيد الألحان » في سلطنة عمان.
على مدار أربعين عاماً، كان البوسعيدي يتنقل بين مختلف مناطق السلطنة، يستلهم من شواطئ صور إيقاعات، ومن صلالة ومرباط ألحاناً، ومن سمايل وفنجا أصواتاً، ومن المصنعة والسويق أنغاماً.
استكمل بهذه الرحلة الفنية مسيرة تقديم الموسيقى العمانية في صورة عصرية تصل إلى الجمهور العربي، حيث دمج بين الأصالة والتحديث ليقدم ألحاناً تتجاوز المكان والزمان.
كان الموسيقى نافذة البوسعيدي لروح مجتمعه ووطنه، فبها استطاع أن يعكس قيم وتراث سلطنة عمان، لتتردد ألحانه في مختلف المحافل العربية.
لم يكتفِ طوال مسيرته، بالإنتاج الفني فقط، بل عمل على اكتشاف مواهب غنائية عمانية وأخرى عربية، ليصبح اسماً بارزاً بين أشهر الملحنين العرب والخليجيين، مساهماً في إظهار الأصوات العمانية في الساحة الفنية العربية.
تعاون البوسعيدي مع العديد من الأسماء اللامعة في عالم الغناء، من بينهم محمد عبده، أبو بكر سالم، عبد المجيد عبد الله، راشد الماجد، ماجد المهندس، عبد الله الرويشد، وأصالة نصري، ونوال الكويتية، وأحلام، ولطيفة، وجنات، وآمال ماهر، وعلي بن محمد، وبلقيس، وشذى حسون، وأنغام، وغيرهم.
بهذه الجهود، أسهم خالد البوسعيدي في إثراء الموسيقى العمانية والعربية بشكل عام، مما يجعله اليوم رمزاً للفن والإبداع الموسيقي في العالم العربي، وليتردد صدى ألحانه في كل مكان، شاهدةً على بصمة فنية لا تُنسى.